تنفيذاً للأمر السامى القاضى بإلزام إستخدام العزل الحرارى فى جميع المبانى الجديدة سواء السكنية منها أو التجارية تباشر وزارة الشؤون البلدية والقروية وكذلك وزارة المياه والكهرباء التطبيق الإلزامى للعزل الحرارى بمنطقة الرياض كمرحلة أولى تلتها بعد ذلك باقى مدن ومحافظات المملكة ولن تقوم الشركة السعودية للكهرباء بتوصيل التيار الكهربائى إلى أى مبنى جديد تصدر له رخصة بناء بعد تاريخ 1 / 4 / 1434 هجريا إلا بعد التأكد من إستخدام العزل الحرارى فى المبنى وحسب المواصفات الموضوعة عن طريق زيارات ميدانية تفتيشية للكشف والتأكد من تطبيق المواصفات الخاصة بالبناء والعزل الحرارى خلال مراحل البناء الثلاث
( الحوائط – الأسقف – الفتحات ) ويقوم بالتفتيش فرق من فنيون ومهندسون مؤهلون لذلك بكل مدن ومناطق المملكة .
وفى حال مخالفة شروط وقيم العزل الحرارى من قبل صاحب المبنى فلن تقوم الشركة السعودية للكهرباء بإيصال التيار الكهربائى له مما سيكلفه الكثير من المال والوقت والجهد إذا رغب فى تصحيح وضعه فيما بعد والقيام بعد ذلك مجبراً بتنفيذ العزل الإلزامى بعد الإنتهاء من إتمام عملية البناء للأسف.
وكذلك حثت وزارة الشؤون البلدية والقروية ملاك المبانى وكذلك المكاتب الهندسية الإستشارية بالتوقيع على إقرار خطى للإلتزام بالعزل الحرارى وفق قيم الموصلية الحرارية الصادرة من الجهات التنظيمية وحسب بيانات كود البناء السعودى ومن يخالف ذلك ستطبق للأسف فى حقه حزمة من الإجراءات التى قد تنتهى ببعض المكاتب الهندسية إلى وقف التعامل معها وإيقافها وهذا ما قد حدث بالفعل .
كما أن مجلس الدفاع المدني بعد الاطلاع علي الفقرة (ج) من المادة التاسعة من نظام الدفاع المدني الصادر بالمرسوم الملكي الكريم رقم (م/10) وتاريخ (10/5/1406هـ) ومراعاةً لتنفيذ اللوائح التى تعالج كافة القضايا والأمور المتعلقة بالسلامة والحماية من الأخطار وما يضمن وقاية المواطنين وسلامتهم كما هو مرفق :
مثل تلك القرارات والتوجيهات المستمرة من جميع الجهات المعنية تؤكد على أهمية العزل الحرارى للمبانى وما له من إيجابيات متعددة منها التوفير المادى والحد من نزيف المبالغ المادية الباهظة فى إستهلاك الطاقة الكهربائية شهرياً وبالتالى تقل قيمة إستهلاك فواتير الطاقة إضافة إلى الحفاظ على توفير الطاقة وإستخدام أجهزة تكييف ذات قدرات أقل وبالتالى تقل تكاليف شراء الأجهزة المستخدمة وكذلك تحقق الراحة والإعتدال والرفاهية لساكنى المبنى وإطالة العمر الإفتراضى للمبنى نظراً للمساعدة على حماية وسلامة المبنى من تغيرات الطقس والتقلبات الجوية وتقليل إستهلاك الكهرباء والحد من تكاليف الصيانة المستمرة سواء لأجهزة التكييف وملحقاتها .
يعتبر العزل الحرارى من الإستثمارات الناجحة فى المبانى حيث تشير الدراسات الحديثة أن تكلفة العزل الحرارى للمبنى ( الجدران والأسقف والنوافذ ) تبلغ من 3 – 5% من إجمالى تكلفة المبنى والتى يتم توفيرها وإستعادتها من خلال خفض تكاليف إستهلاك الطاقة الكهربائية ( فاتورة الكهرباء الشهرية ) فى مدة لا تتجاوز الأربع سنوات الأولى من إستخدام المبنى علما أن سعر المتر المربع من عازل الصوف الصخرى المستخدم لعزل الجدران مثلاً يتراوح من 10 – 20 ريال للمتر المربع حسب الكثافة والسماكة وهذا سعر جيد فى الوقت الراهن نظراً لأن العزل الحرارى أصبح من المسلمات فى عالم البناء وأحد أهم أركان المبنى الحديث بالإضافة أن الصوف الصخرى العازل يسهم بشكل كبير فى الحد من الضجيج داخل المبنى نظراً لتميزه بخاصية العزل الصوتى بجانب أنه مقاوم للحريق نظرا لطبيعته وخواصه التى يستمدها من مواده الخام التصنيعية وهى صخور البازلت البركانية .
من المؤسف أن بعض من غير المختصين ومن هم لم يسبق لهم التجربة أو السكن فى مبانى معزولة حرارياً قد يقللون من أهمية العزل الحرارى لعدم معرفتهم المسبقة بأهمية ذلك فى تحقيق أعلى معايير الراحة لسكان المبنى إضافة إلى مساهمة العزل الحرارى بخفض تكاليف إستهلاك الطاقة الكهربائية بنسبة تصل إلى 70% عند تنفيذ أفضل طرق العزل وأفضل مواده وعلى رأسها الصوف الصخرى العازل.
إن العزل الحرارى عبارة عن مادة أو مزيج من المواد التى تتمتع بالقدرة على إبطاء إنتقال الحرارة من داخل المبنى إلى خارجه والعكس ويتكون من عدة عوامل مترابطة بشكل كبير يتم تنفيذها فى جميع مراحل عمر المشروع بداية من مرحلة الهيكل الإنشائى ( العظم ) وذلك عند بناء الجدران الخارجية للمبنى وخلال مرحلة التشطيب تستمر أيضاً أعمال العزل للأسطح الخارجية المعرضة للعوامل الجوية وكذلك خلف حجر أو رخام الواجهات الخارجية وكذلك الفتحات من أبواب خارجية ونوافذ.
لذا يجب أن يٌولى العزل الحرارى كثيراً من الأهمية وأن يؤخذ بعين الإعتبار عند إعداد مخططات البناء والحرص على توظيف أفضل الأنظمة والطرق المتبعة فى هذا الشأن مع إختيار أفضل مواد العزل الحرارى والصوتى والتى تقاوم الحريق وياحبذا إستخدام الصوف الصخرى العازل الذى أجريت عليه كافة الإختبارات الدولية وأثبت نجاحاً نظرياً وعملياً فى كافة المشاريع خصوصاً فى أجواءنا الشديدة الحرارة صيفاً والباردة شتاءاً.
وفى الختام ونظرأ لأهمية العزل الحرارى يجب أن تتضافر الجهود لإيصال هذه الرسالة لكل من يفكر ويرغب فى البناء وكذلك مساعدة وإيجاد الحلول المناسبة لتحقيق العزل الحرارى للمبانى القائمة مسبقاً والتى ستقام مستقبلاً وليكن شعارنا جميعاً ((النظرإلى العزل الحرارى بأناقة وعيون براقة والإقناع بكل لباقة ونحن فى عصر توفير الطاقة)) .
.